مصطفى بوكرن يدون عن التحالفات
ما معنى قول بنكيران "إن فشلت في تشكيل الحكومة سأذهب إلى الملك وأرجع إلى بيتي"؟
للإجابة على هذا السؤال، يمكن ان نقارن مسار تشكيل الحكومة الحالية مع مسار تشكيل حكومة 2011.
بعد التأمل في المسار يمكن تسجيل الملاحظات الآتية:
الملاحظة الأولى: حكومة 3 يناير 2012، الأحزاب المشاركة فيها وقعت ميثاق الأغلبية يوم 17 دجنبر 2011، أي بعد 23 يوما، ثم بعد ذلك، كان الانتظار 13 يوما، ليعين الملك الوزراء يوم 3 يناير 2011، استغرق هذا المسار 36 يوما، بالنسبة للمشاوارات الجارية حاليا، وصلت إلى 29 يوميا، ولم نعرف بعد من هي الأحزاب التي ستشكل الاغلبية الحكومية، ومن هي الأحزاب التي ستخرج إلى المعارضة.
الملاحظة الثانية: كان مثيرا للانتباه، في مشاورات حكومة 3 يناير، كان بنكيران يستقبل من يريد المشاركة لتشكيل الأغلبية، ومن سيخرج إلى المعارضة، ولذلك، استقبل بنكيران الأمين العام للبام الشيخ بيد الله، ومزوار أمين عام التجمع الوطني للأحرار ليعبرا عن موقف المعارضة، أما في هذه المشاورات كل من حضر يعبر مبدئيا عن المشاركة والدعم، ولا أحد ذهب للقاء بنكيران ليعبر عن المعارضة، كما فعل حزبا الجرار والحمامة، فمثلا كان على إلياس العماري ونبيلة منيب أن يذهبا إلى بنكيران، ويعبران له عن موقف المعارضة، لكن كل واحد منها اختار " القصف" بغض النظر عن اللقاء.
الملاحظة الثالثة: أن مسار المشاورات الحكومية في دجنبر 2011، كانت مشاورات عادية، لكن المشاورات الحالية تتميز بالمفاجأة، البام لم يذهب عند بنكيران ليعبر عن أنه سيختار المعارضة، ولكنه اختار أن يكتب أمينه العام مقالة المصالحة، وحشد الاتحاد والاستقلال لإرسال مراسلة للملك تتعلق بالفصل 47 من الدستور، الاستقلال أفشل هذه الخطة، الأحرار، أمينه العام مزوار يستقيل ويعقبه بسرعة البرق أخنوش، ويلتحق بسرعة البرق الاتحاد الدستوري بالأحرار، ولم يذهب أخنوش إلى بنكيران ليعبر عن موقف المعارضة، بل تحدث عن المشاركة لكن بشروط، البام والأحرار، أربكا مسار المشاورات، البام اختار المعارضة بطريقة معينة، الأحرار يريد المعارضة من داخل الحكومة.
الملاحظة الرابعة: خطة إرباك المشاورات، تلصق ببنكيران، وللأسف يسوق ذلك بعض الصحفيين مثقوبي الذاكرة، لو كان بنكيران يفشل المشاورات، لأفشلها في 2011، لكن الجديد ان كل الأحزاب لا احد يريد منهم أن يخرج إلى المعارضة، باستثناء البام الذي يريد فك عزلته، بإرباك حسابات حزب الاستقلال عن طريق معول الأحرار.
الخلاصة: ما نشاهده عملية إرباك، بدأت باستقالة مزوار، ومقالة المصالحة، ومذكرة الملك فصل 47، وجمع أخنوش في حقيبته "الاحرار والاتحاد الدستوري" 54 مقعدا، وقطع الطريق على الاستقلال (جريدة العلم حملت مسؤولية مقتل فكر "لمول باطو" اخنوش "مؤشر على حدة الصراع")، لابتزاز بنكيران.
ولذلك، خرج بنكيران ليقول، إن فشلت، ببساطة سأذهب إلى الملك وأقول له فشلت في تشكيل الحكومة وارجع إلى بيتي، قد تبدو هذه العبارة صادمة، ولكن بنكيران "يلعب السياسة" هو غير مسؤول عن إفشال الحكومة، هناك صراع بين "الاحرار والاستقلال"، وأخنوش يبتز بنكيرا ب 54 مقعدا، والبام يريد فك عزلته في المعارضة، بمعنى آخر؛ لو ارادت هذه الاحزاب إفشال تشكيل الحكومة ستفشله ببساطة، ولا يوجد أي حل إلا حل "التدخل الملكي" وقد صرح بنكيران مرة أن الملك هو من تدخل لتشجيع مزوار وبنكيران للتحالف.
بمعنى آخر، الملك هو المفتاح، وهذه أزمتنا السياسية التي تتكرر دائما، نظام يخلق المشكلة وهو الذي يمتلك حلها!
اما من يتحدث عن الانتخابات جديدة فهذه من سابع المستحيلات!
لنتابع المشهد
ونستمع لخطاب المسيرة من السينغال!
Commentaires
Enregistrer un commentaire